الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
س أَبو شُرَيح، رجل. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أعنى الناسِ عَلَى اللَه عز وجَل. . ." الحديث. قال جعفر: قال لي البرذعي: قالوا: هو الخزاعي. وقالوا غيره. أَخرجه أَبو موسى. س أَبُو شَريك. قسم له عمر بن الخطاب رضي الله عنه حَظيراً مع عبد الرحمن بن ثابت. أَخرجه أَبو موسى كذا مختصراً. ب د ع أَبُو شعَيبِ الأَنصارِي. روى عنه أَبو مسعود، وجابر. أَخبرنا يحيى بن محمود وأَبو ياسر بإسنادهم إِلى مسلم بن الحجاج قال: حدثنا قتيبة وعثمان بن أَبي شَيبة - وتقاربا في اللفظ - قالا: حدثنا جرير، عن الأَعمش، عن أَبي وائل، عن أَبي مسعود الأَنصاري قال: كان رجل من الأَنصار يقال له: أَبو شعيب - وكان له غلام لخام - فرأَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف في وجهه الجوع، فقال لغلامه: ويحك! اصنع لنا طعاماً لخمسة نفر، فإني أُريد أَن أَدعو النبي صلى الله عليه وسلم خامسَ خمسة. قال: فصنع، ثم أَتى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه خامس خمسة، فاتبعهم رجل، فلما بلغ البابَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِن أتبعنا، فإن شئت أن تأذن له، وإن شئت رجع. قال: بل آذن له". ورواه شعبة وأَبو معاوية وابن نمير: كلهم عن الأَعمش. أَخرجه الثلاثة. ب دع أَبُو شَفرَةَ التمِيمِي. روى عنه مخلد بن عقبة أَنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا إذا رأيتم الفيء على رؤوسهن مثل أسنمة التخت، فأعلموهن أنهن لا تقبل لهن صلاة". قال: والفيء: الفرع. أَخرجه الثلاثة، وقال أَبو عمر: فيه نظر. ب د ع أَبُو الشموس البلوي. شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك. أَخبرنا أَبو الفرج الثقفي بإسناده عن ابن أَبي عاصم قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب أَبو محمد العثماني، حدثنا زياد بن نصر، عن سليم بن مطير، عن أَبيه، عن أَبي الشموس البلوي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فوَجَدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلنا على بئر نثمود، فَعَجَنا واستقينا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن نُهَريق الماءَ، وأَن نطرَح العجين وننفِرَ، وكنت حَسَيتُ حسيةَ لي، فقلت: يا رسول الله، ألقمُها راحلتي? قال: "ألقمها إيهاها". فهرقنا الماءَ، وطرحنا العجين، وتفَرنا حتى نزلنا على بئر صالح عليه السلام. أخرجه الثلاثة. س أَبو شُمَيلَةَ الشَنَئِي. روى عكرمة، عن ابن عباس قال: كان أَبو شميلة رجلاً قد غلب عليه الخمر، فأتِيَ به سكرانَ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جلس بين يديه أَخذ حفنة من تراب، فَرَمى بها وجهه، ثم قال: "اَضرِبُوه". فضربوه بالثياب والنعال وبأيديهم والمِتيخ. قال: والمِتيخ العصا الخفيفة. وقيل: الجريدة الرطبة. أَخرجه أَبو موسى. ب دع أَبو شهم. قيل: اسمه يزيد بن أَبي شَيبة. له صحبة، كان رجلاُ بطالاً أَتى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه، فتاب ثم بايعه. أَخبرنا أَبو الربيع سليمان بن محمد بن محمد بن خميس، أَخبرنا أَبي، أَخبرنا أَبو نصر بن طوق، أَخبرنا أَبو القاسم بن المرجي، حدثنا أَبو يعلى الموصلي، حدثنا بشر بن الوليد الكندي، حدثنا يزيد بن عطاء عن بَيَان بن بِشر، عن قيس بن أَبي حازم، عن أَبي شهم- وكان رجلاَ بطالاً- قال: مررت على جارية في بعض طرق المدينة، فأهويت بيدي إِلى خاصرتها، فلما كان الغدُ أَتى الناسُ النبي صلى الله عليه وسلم، يبايعونه، فأتيته فبسطت يدي إِليه لأُبايعَه، فقبض يده وقال: "أنتَ صَاحِبُ الجبذَةِ"? فقلت: يا رسول اللّه، بايعني وَلاَ أَعُود. قال: "نعم إذاً". أَخرجه الثلاثة. ب د ع أَبُو شَيبَةَ الخدري. وقيل فيه: الخُضري، لأَنه كان يبيع الخضر. صحابي من أَهل الحجاز، وقيل: هو أَخو أَبي سعيد الخدري، واللّه أَعلم. أَخبرنا يحيى بن محمود إِذناً بإسناده عن ابن أَبي عاصم: حدثنا الحسن بن علي، أَخبرنا أَبو عاصم، أَخبرنا يونس بن الحارث الثقفي قال: سمعت مشرساً يحدث عن أَبيه، عن أَبي شيبة الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن قَالَ "لاَ إِلهَ إِله إلا الله" مُخلِصاً بِهَا قلبه، دَخَلَ الجنةَ". قال يونس بن الحارث سمعت مشرساً يحدث عن أَبيه قال: توفي أَبو شيبة الخُذري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على حصار القسطنطينية، فدفناه مكانه. وقيل: مات غازياً أَيام يزيد بن معاوية، ودفن ببلاد الروم. سُئِل أَبو زرعة عن أَبي شيبة الخضري، فقال: له صحبة، لا يعرف اسمه. أَخرجه الثلاثة. ب أَبو شَيخِ بن أُبَي أبن ثابت بن المنذر بن حرَام بن عمرو بن زيد مَنَاة بن عَدي بن عمرو بن مالك بن النجار. ا شهد بدراً، وقتل يوم بئر معونة شهيداً. أخَبرنا أَبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني مالك بن النجار، ثم من بني عَدي بن عمرو بن مالك: "وأَبوشيخ بن أَبي ثابت بن المنذر بن حَرَام". كذا قال ابن إِسحاق: "أَبو شيخ بن أَبي أبن أ ثابت " وقال ابن هشام: "أَبو شيخ اسمه أُبي بن ثابت" فعلىِ قول ابن إِسحاق هو ابن أَخي حسان بن ثابت، وعلى قول ابن هشام هو أخو حسان، والله أعلم. أَخرجه أَبو عمر، وقال: لا عقب له. ب دع أَبو شيخ المُحَارِبي. له حديث واحد عند أَهل الكوفة، ليس إِسناده بشيءِ ولا يصح. قاله أَبو عمر. وروى ابن مندَه وأَبو نُعَيم من حديث قيس بن الربيع، عن امرىءِ القيس المحاربي، عن عاصم بن بجير المحاربي، عن ابن أبي شيخ- وقال ابن أبي شيخ- قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معشر محارب، لا تسقوني حلب امرأة". أخرجه الثلاثة. ع س أَبُو صَالِح مولَى أم هَانِىءِ. أَورده الحسن بن سفيان في الصحابة. أَخبرنا أَبو موسى إِذناً أَخبرنا الحسن بن أَحمد، أَخبرنا أَحمد بن عبد الله بن أَحمد، أَخبرنا أَبو عمرو بن حَمدان، أَخبرنا الحسن بن سفيان، أَخبرنا سعيد بن ذؤَيب، أَخبرنا عبد الصمد، أَخبرنا زربي أَخبرنا ثابت، عن أَبي صالح- مولى أُم هانئ- أَنه أَعتقته أُم هانىءِ بنت أَبي طالب. قال: وكنت أَدخل عليها في كل شهر أَو شهرين دَخلَة، فدخلت عليها يوماً، فبينا أَنا عندها إِذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا ابن عم، كَبِرتُ وثَقلتُ وضَعُف عملي، فهل لي من مخرج? فقال: "أبشري، أبواب الخير كثيرة،- احمدي الله- مائة مرة يكون عدل مائة رقبة، وكبري مائة مرة يكون عدل مائة فرس مسرجة ملجمة في سبيل الله عز وجل، وسبحي مائة مرة يكون عدل بدنة مقلدة متقلبة، وهللي مائة مرة لا يلحقك ذنب إلا الشرك". أَخرجه أَبو نُعَيم وأَبو موسى. ب ص أَبُو الصباحِ الانصَاري الأَكبر. يقولون فيه بالضاد المعجمة، وقد شذ بعضهم فذكره بالصاد المهملة، قال أَبو موسى: أَورده جعفر في هذا الباب، ونذكره في الضاد المعجمة إِن شاءَ الله تعالى. أَخرجه أَبو عمر، وأَبو موسى. ب دع أَبو صَخرِ العُقَيلي، من ساكني البصرة. ذكره مسلم بن الحجاج في الصحابة. قيل: اسمه عبد الله بن قُدَامةَ. قاله أَبو عمر. روى عنه عبد الله بن شقيق حديثاً حسناً في "أَعلام النبوة". روى سالم بن نوح، عن سعيد الجُرَيري، عن عبد الله بن شقيق، عن أَبي صخر- رجل منِ بني عقيل- قال: قدمت المدينة على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بجَلُوبة، ضلما بعتها قلت: لو ألمَمتُ نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم? فأقبلت نحوه، فتلقاني في بعض طرق المدينة، وهو بين أَبي بكر وعمر، قال: فجئت حتى كنتُ خلفهم، قال: فَمر رجل يهودي ناشر التوراةَ يقرؤُها، يعزي نفسه على ابن له في الموت، قال: فمال إليه وملتُ، فقال: "يا يهودي، أنشدك بالذي خلق التوراة على موسى، وأنشدك بالذي فلق البحر لبني إسرائيل".- قال: فغلظ عليه. : "هل تجد نعتي وصفتي ومخرجي في كتابك"? فقال برأسه، أَي: لا. فقال ابنه- وهو في الموت- : إِي والذي أَنزلَ التوراة على موسى، إِنه ليجد نعتَكَ وصفتكَ ومخرجَكَ في كتابه هذا، وأَنا أَشهد أَن لا إِله إِلا الله، وأَنك رسول الله. قال: "فأقِيمُوا اليهودي عن أخيكم". قال: فقَضَى الفتى، فولَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حَنُوطه وكَفَنه، وصلى عليه. رواه عبد الوهاب بن عطاء، عن الجُرَيري ، عن عبد الله بن قدامة، عن رجل أَعرابي. ولم يسمعه. أَخرجه الثلاثة. ?أبو صرمة. ب د ع أَبو صرمَة بن قَيس الأَنصاري المازني، مِن بني مازن بن النجار. وقيل: بل هو من بني عَدي بن النجار. والأَول أَكثر، قاله أَبو عمر. وقال أَبو نُعَيم: أَبو صرمَة بن أَبي قيس الأَنصاري، قيل: اسمه مالك بن قيس. شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد. قال أَبو عمر: قيل: اسمه مالك بن قيس. وقيل: لُبَابة بن قيس. وقيل: قيس بن مالك بن أَبي أَنس. وقيل: مالك بن أَسعد. وهو مشهور بكنيته، ولم يختلفوا في شهوده بدراً، وما بعدها من المشاهد. روى عنه محمد بن كعب القُرَظِي، ومحمد بن قيس، وابن مُحَيرِيز، ولؤلؤة. أَخبرنا إِسماعيل وإبراهيم وغيرهما بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى: حدثنا قتيبة، أَخبرنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن لؤلؤة، عن أَبي صِرمَةَ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن ضار ضَارالله بِهِ، وَمَن شَاق شَاق الله عَلَيهِ". وروى الضحاك بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان عن ابن مُحَيريز: أَن أَبا سعيد الخدري وأَبا صرمة أَخبراه. أَنهم أَصابوا سبايا في غزوة بني المصطلق، وكان منا من يريد أَن يتخذ أَهلاً، ومنا من يريد أَن يستمتع ويبيع فَتَراجَعنا في العزل، فقال بعضنا: لَجَائر، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لاَ عَلَيكم أن لا تعزلوا، فإن الله عز وجل قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة". وكان أبو صِرَمَةَ شاعراً محسناً، وهو القائل: الوافر ونضح للعشيرة حيث كانـت ** إذا ملئت من الغش الصدور
وحلم لا يسوغ الجهـل فـيه ** وإطعام إذا قحط الصبـير
بذات يد على من كان فيهـا ** نجود به قلـيل أو كـثـير أخرجه الثلاثة. ب دع أبو صعير، والد ثعلَبةَ بن أَبي صُعَير بن زيد بن سِنان بن المهتجن بن سلامان بن عَدي بن صُعَير بن حراز بن كاهل بن عذرَة بن سعد بن هذَيم العُذري. حديثه عند ابنه ثعلبة. روى خالد بن خدَاش، عن حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد، عن الزهري، عن ثعلبة بن أَبي صُيعر، عن أَبيه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أدوا زكاة الفطر، صاعاً من قمح، أو صاعاً من تمر، عن الصغير والكبير، والحر والمملوك، والذكر والأنثى". رواه محمد بن المتوكل، عن مُؤمل، عن حماد، عن النعمان، عن الزهري، عن ثعلبة بن أَبي مالك، عن أَبيه. ورواه بن جريج ، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، مرسلاً. ورواه همام، عن بكر الكوفي، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعير، عن أَبيه. ورواه عمر بن صهبان، عن الزهري، عن مالك بن الأَوس بن الحَدَثان، عن أَبيه. ورواه معمر، عن الزهري، عن ا لأَعرج، عن أَبي هريرة. ورواه سفيان بن حسين، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري، عن ابن المسيب مرسلاً، وهو الصواب، قاله أَبو نعيم. وقال ابن منده: حديث حماد بن زيد، عن النعمان، لم يُتَابَع عليه. والصواب ما رواه ابن جريج مرسلاً، وكذلك حديث أَبي هريرة: الصواب ما رواه عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري مرسلاً. أَخرجه الثلائة. ب د ع أَبو صُفْرَةَ، واسمه: ظَالِم بن سراق- ويقال: سارق- بن صبح بن كندفي بن عمرو بن عَدي بن وائل بن الحارث. بن العَتِيك بن الأَسد بن عمران بن عنرو مزَيقياء بن عامر ماءَ السماءِ بن حارثَةَ بن امرىءِ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأَزد الأَزدي ثم العَتَكي: وهو والد مُهلب بن أَبي صفرة. سكن البصرة، وكان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يَفِد عليه، ووفد على عمر بن الخطاب في عَشَرة من ولده، المهلبُ أَصغرُهم، فجعل عمر ينظر إِليهم ويتوسم، ثم قال لأَبي صفرةَ هذا سيد ولدك. وقيل: إِن أَبا صفرَةَ أدى زكاة ماله إِلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يَره وقيل: إِنه وفد على أَبي بكر مع بنيه. أَخرجه الثلاثة، وقد تقدم ذكره. ب دع أَبو صفوانَ، مالك بن عَمِيرةَ. وقيل: مالك بن عُمَير. وقيل: سُويد بن قبس السلمي. وقيل: إِنه من ربيعة بن نزار. وجعله أَبو أَحمد العسكري من بني أَسد بن خُزَيمة، فقال: أَبو صفوان مالك بن عمير الأَسدي. روى عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن أَبي صفوان أَنه قال: بعث من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رِجلَ سراويل بثلاثة دراهم، فوزن لي وأَرجع. ورواه أَبو قَطَن عمرو بن الهيثم، عن شعبة، عن سماك، عن أَبي صفوان مالك بن عمير،مثله. ورواه الثوري، عن سِمَاك، عن سُوَيد بن قيس قال: جَلَبتُ أَنا وَمخرفَةَ الهَجَرِي بَرا من هَجَر، فأَتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشترى مني رِجلَ سرَاويلَ فقال لوزان يَزِن بالأَجر: "زِن وَ أرجِح". أَخرجه الثلاثة. ب د ع أَبُو صَفيةَ، مَولَى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. كان من المهاجرين. روى عبد الواحد بن زياد، عن يونس بن عُبيد، عن أُمه قالت: رأَيت رجلاً من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين، يكنى أَبا صَفيةَ، وكان جَارَنَا هَا هُنَا، وكان إِذا أَصبح يُسبح بالحصى. أَخرجه الثلاثة. س أبو صميمة. أخرجه أبو موسى وقال: كذا أورده في "الصاد" وأورده الحافظ أبو عبد الله بن منده في "الضاد المعجمة" إن شاء الله تعالى. د ع أَبُو ضبيس. له صحبة، وشهد بيعة الرضوان وفتح مكة، ومات آخر خلافة معاوية. أَخرجه ابن منده، وأَبو نُعَيم. ع س أَبو الضحاكِ، غير منسوب. حديثه عند الكوفيين، أَورده الحسن بن سفيان في الصحابة. أَخبرنا أَبو موسى، أَخبرنا الحسن بن أَحمد، أَخبرنا أَبو نعيم، أَخبرنا أَبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، أَخبرنا جُبَارة- هو ابن المُغلس- أَخبرنا مندل- هو ابن علي عن إِسماعيل بن زياد ، عن إِبراهيم بن قيس بن أَوس الأنَصاري، عن أَبي الضحاك الأَنصاري قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى خيبر، جعل علياً على مقدمته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "إِن جِبرِيلَ زَعَمَ أنه يحبك". فقال: وقد بَلَغتُ إِلى أَن يُجبني جِبريل? قال: "نعم، ومن هو خير من جبريل، الله عز وجل يحبك". أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو موسى. ب س أبُو ضمرَةَ بن العيص، من قُرَيش. كان من المستضعفين من الرجال والنساءِ والولدان، قال: ذكرنا مع النساءِ والولدان! فتجهز يريدُ النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركه الموت بالتنعيم، فنزلت: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله". النساء 100. قال سعيد بن جبير: اختلف في اسم الذي نزلت فيه، فقيل: أَبو ضمرة، وغيره. وذكر في الكنى المجردة فيمن لا يعرف له اسم كما ذكرناه هنا، وقد ذكرناه في ضَمْرة بن العِيص- عن غيره في الأَسماءِ، لا أَبو ضمرة، ولا ابن العِيص. أَخرجه أَبو عُمَر، وأبو موسى. ب ضمضم، غير منسوب. روى عنه الحسن بن أَبي الحسن وقتادة أَنه قال: اللهم، إِني تصدقت بعرضي على عبادك. روى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أَبي صالح، عن أَبي هرَيرة أَن رجلاً من المسلمين قال: اللهم، إِنه ليس لي مال أَتصدق به، وإني قد جعلت عرضي صدقَةً لله، من أَصاب منه شيئاً من المسلمين. قال: فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قد غُفِر له، أَظنه أَبا ضمضم. وروى من حديث ثابت، عن أَنس أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضمضم"? قالوا: يا رسول الله، ومن أَبو ضمضم? قال: "إِن أَبا ضمضَم كَانَ إِذَا أصبَحَ قَالَ: "اللهم إني قد تصدقت بعرضي على من ظلمني". أَخرجه أَبو عمر. ب د ع أَبو ضُمَيرَةَ، مولى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. كان من العرب من حفير، قيل: اسمه سعد، قاله البخاري، من آل ذي يَزَن. وكذلك قال أَبو حاتم، إِلا أَنه قال: سعيد الحميري. وقيل: اسمه: روح بن سندر، وقيل: روح بن شير زاد، والأَول أَصح، قاله أَبو عمر. كتب له النبي صلى الله عليه وسلم ولأَهل بيته كتاباً، أَوصى المسلمين بهم خيراً. وهو جد حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أَبي ضميرة، حديثه عند أولاده، وهو إِسناد لا يقوم به حجة. وقدم حسين بن عبد الله على المهدي أَمير المؤمنين بهذا الكتاب، فأخذه المهدي ووضعه على عينيه وقَبَّله، وأَعطى حسيناَ ثلاثمائة دينار. أَخرجه الثلاثة. د ع أَبو ضَمَيمَةَ، أَدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه الحسن البصري أَنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أَبواب القسط، قال: "إنصَافُ الناسِ مِن نفسِكَ، وَبذلُ السلام للعالم". أَخرجه ابن منده وأَبو نُعَيم. ب دع أَبو الضياح، قيل: اسمه النعمَان- وقَيل عُمير- بن ثابت بن النعمان بن أُمية بن امرىء القيس- وهو البُرَك- بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأَوس. وقيل: النعمان بن ثابت بن النعمان بن ثابت بن امرىء القيس. وهو مشهور بكنيته، وهو أَبو الضياح. شهد بدراً، وأُحداً، والخندق، وا لحديبية، وقتل يوم خيبر شهيداً. أَخبرنا عُبَيد الله بن السمين بإسناده عن ابن بُكَير، عن ابن إِسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: "أَبو الضياح بن ثابت". وبهذا الإِسناد فيمن استُشهِدَ يوم خيبر من الأَنصار، من بني عمرو بن عوف: "أَبو الضياح بن ثابت بن النعمان بن ثابت بن امرىء القيس". قيل: إِنه ضربه رجل من يهود بالسيف فأطن قحفَ رأسه. أَخرجه الثلاثة. الضياح: بالضاد المعجمة المفتوحة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وبعد الأَلف حاء مهملة. وقال المستغفري: هو بتخفيف الياءِ. ع س أَبو طُخفَةَ الغِفَاري. وقيل: ابن طخفة، تقدم ذكره في القاف في قيس بن طخفة. أَخرجه أَبو نُعَيم وأَبو موسى. س أَبو طَرَفَةَ الكتدي. أَورده جعفر وقال: لا ادري له صحبة أَم لا? روى بقية، عن الوليد بن كامل، عن أَبي طرفة الكندي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غلبت صحته مرضه فلا يتداوى". أَخرجه أَبو موسى. ب دع أَبو طَرِيف الهُذَلي قيل: اسمه سنان بن سلمة وقيل: ابن نبيشة الخير، يكنى أَبا طريف. وذكره أَبو حاتم فيمن لا يعرف اسمه. شهد النبي صلى الله عليه وسلم يحاصر الطائف. أَخبرنا يحيى بن أَبي الرجاءَ إِجازة بإِسناده إِلى ابن أَبي عاصم قال: ذكر أَبو بشر بن طريف، عن أَزهر بن القاسم، عن زكريا بن إِسحاق، عن الوليد بن عبد الله بن أَبي سُمَيرة، عن أَبي طَريفِ أَنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين حاصر أَهل الطائف، وكان يصلي بنا صلاة المغرب، ولو أَن إِنساناً رمى بنَبلِهِ لأبَصر مواقع نبله. أَخرجه الثلاثة. ب ع س أَبو الطفَيل عَامِر بن وَاثِلة وقيل: عمرو بن وَاثلة، قاله معمر، والأَول أصح. وقد تقدم نسبه فيمن اسمه عامر، وهو كناني ليثي. ولد عام أُحد، أَدرك من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، نزل الكوفة. أَخبرنا يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن أَبي حبة بإِسنادهما عن مسلم قال: حدثنا محمد بن رافع، أَخبرنا يحيى بن آدم، أَخبرنا زُهَيرِ، عن عبد الملك بن سعيد بن الأَبجُرِ عن أَبي الطفَيل قال: قلت لابن عباس: إِني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فَصِفْه لي. قلت: رأَيته عند المروة على ناقة وقد كَثُر الناسُ عليه- قال: فقال ابن عباس: ذاكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، إِنهم كانوا لا يُدعون عنه. ثمِ إِن أَبا الطفَيل صَحِب عَلِي بن أَبي طالب، وشهد معه مشاهده كلها، فلما توفي علي بن أي طالب رضي اللّه عنه. عاد إِلى مكة فأقام بها حتى مات. وقيل: إِنه أَقام بالكوفة فتوفي بها. والأَول أَصح. وهو آخر من مات ممن أَدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى حماد بن زيد، عن الجُرَيري، عن أَبي الطفيل قال: ما على وجه الأَرض اليوم أَحد رأَى النبي صلى الله عليه وسلم غمري. وكان شاعراً محسناً، وهو القائل: الطويل وَمَا شَابَ رَأسِي مِن سِنِينَ تَتَابَعَت ** عَلي، وَلَكِن شيبَتِـي الـوقـائع وكان فاضلاً عاقلاً، حاضرَ الجواب فصيحاً، وكان من شيعة علي، وُبثني على أَبي بكر وعمر وعثمان. قيل إِنه قدم على معاوية، فقال له: كيف وَجدُكَ عَلى خليلك أَبي الحسن? قال: كوجد أُم موسى على موسى. وأَشكو التقصير. فقال له معاوية: كنت فيمن حضر قتل عثمان? قال: لا، ولكني فيمن حَصَره. قال: فما منعك من نصره? قال: وأَنت فما منعك من نصره إِذ تربصت به ريب المنون، وكنت في أَهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد! قال معاوية: أَو ما ترى طلبي بدمه? قال: بلى، ولكنك كما قال أَخو جُعفِي البسيط أَخرجه أَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. ب ع س أَبو طلحَةَ الأَنصَاري، اسمه زيدُ بن سهيل الأنصاري النجاري. تقدم نسبه فيمن اسمه زيد. وهو عَقَبِي بدري نقيب. أَخبرنا أَبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إِسحاق، فيمن شهد العقبة من الخزرج، ثم من بني مالك بن النجار: "أَبو طلحة، وهو: زيد بن سهل بن الأَسود بن حَرَام، وشهد بدراً". وبالإِسناد عن ابن إِسحاق، فمن شهد بدراً وأَبو طلحة، وهو زيد بن سهل بن أَسود بن حرام. ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون إِلى المدينة. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أَبي عُبَيدة بن الجراح، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وكان من الرماة المذكورين من الصحابة، وهو من الشجعان المذكورين، وله يوم أُحد مقام مشهود، كان يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، ويرمي بين يديه، ويتطاول بصدره ليقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: "نحرِي دون نحرك، ونفسي دون نفسك. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صوتُ أَبِي طَلحَةَ فِي الجيش خير من مائة رجل". وقتَلَ يوم حنين عشرين رجلاً، وأَخذ أَسلابهم. أَخبرنا أَبو القاسم بن صدقة بن علي الفقيه، أَخبرنا أَبو القسم بن السمرقندي، أَخبرنا علي بن أَحمد بن محمد البشري، وأَحمد بن محمد بن أَحمد البزاز قالا: حدثنا المخلص، أَخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثني صالح بن محمد، عن صالح المُري، عن ثابت، عن أَنس قال: حدثني أَبو طلحة قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأَيت من بشره وطلاقته ما لم أَره على مثل تلك الحال، قلت: يا رسول الله، ما رأَيتك على مثل هذه الحال أَبدأ? قال: "وَمَا يمنعني يا أبا طلحة، وقد خرج جبريل من عندي آنفاً، وأتاني ببشارة من ربي عز وجل: إن الله بعثني إليك مبشراً أنه ليس أحد من أمتك يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عز وجل وملائكته عليه عشراً".أَخبرنا أَبو الفضل المنصور بن أَبي الحسن الفقيه بإسناده عن أَبي يعلى: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجُمَحي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنس: أَن أَبا طلحة قرأَ سورة براءة، فأتى على هذه الآية: "انفروا خفافاً وثقالاً"، قال: أَرى ربي يستنفرني شاباً وشيخاً، جهزوني. فقال له بنوه: قد غزوتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ومع أَبو بكر ومع عمر، فنحن نغزو عنك. فقال: جهزوني. فجهزُوه، فركب البحر فمات، فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها إِلا بعد سبعة أَيام، فلم يتغير. وكان زوج أُم سليم أُم أَنس بن مالك. وقيل: إِنه توفي بالمدينة سنة إِحدى وثلاثين. وقيل: سنة أَربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة. وصلى عليه عثمان بن عفان. وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنس أَن أَبا طلحة سَرَد الصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَربعين سنة. وقال المدايني: مات أَبو طلحة سنة إِحدى وخمسين. وهذا يشهد لقول أَنس أَنه صام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَربعين سنة. وكان لا يَخضِب، وكان آدم مربوعاً. أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. ب دع أَبُو طَلِيقِ. وقيل: أَبو طلق. والأَول أَكثر. وهوأَشجعي، له صحبة. روى المختار بن فُلفل، عن طلق بن حبيب، عن أَبي طَلِيق قال: طَلَبَت مِني أُم طَلِيقِ جَملاً تحج عليه، فقلت: قد جعلته في سبيل الله. فقالت: لوأَعطيتنيه لكان في سبيل الله. فسألت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت، لو أعطيتها لكان في سبيل الله، وإن العمرة في رمضان تعدل حجة". أَخرجه الثلاثة. ب ع س أَبو طَويل شطب الممدود. حديثه بالشام، .ذكرناه في الشين. أخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. ب دع أَبو طَيبَةَ الحَجًام، مولى بني حارثة من الأَنصار ثم مولى محَيصة بن مسعود. كان يحجم النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: اسمه دينار. وقيل: نافع. وقيل: ميسرة. وقد تقدم ذ كره. روى عنه ابن عباس، وجابر، وأَنس. روى يحيى بن أَبي أَنيسة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: لقيت أَبا طيبة لسبع عَشرةَ من رمضان، فسألته من أَين جئت? قال: حَجَمتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني الأَجر. وأَخبرنا أَبو الفضل بن أَبي الحسن الطبري بإسناده عن أَحمد بن علي: حدثنا ثيبان، أَخبرنا أَبو عوانة، عن أَبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر قال: دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَبا طيبةَ فحجمه، فسأله عن ضريبته، فقال: "ثلاثة لآصع". قال? فوضع عنه صاعاً. أَخرجه الثلاثة. قال الطبري: وأَبو ظَبيَان الأَعرج، واسمه عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جُشَم بن سُبَيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذُبيان بن ثَعلَبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد الأَزدي الغامدي. وفد إِلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم أَشراف بالسراة. وذكره الكلبي مثله، وقال: كتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً، وهو صاحب رايتهم يوم القادسية.
ب دع أَبو ظَبيَةَ، صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم . روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أَبي سلام، عن أَبي ظبية أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بخ بخ! خمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والمؤمن يموت له الولد الصالح". اختلف في إسناده على أَبي سلام الحبشي، فمنهم من قال عنه: عن أَبي ظَبيَةَ صاحب منحة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يرويه عنه، عن أَبي سلمَى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أَخرجه الثلاثة. ب دع أَبو العاص بنُ الربيع بن عبدِ العُزى بن عبدِ شمس بن عَبدَ مَنَاف بن قُصَي القُرَشي العَبشَمِي. صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته زينَب أكبر بناته، وأمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة لأَبيها وأُمها، قاله أَبو عمر. وقال ابن منده وأَبو نُعَيم اسمها هند. فهو ابن خالة أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة. واختلف في اسمه فتيل: لقيط. وقيل: هشيم. وقيل: مُهَشم. والأَكثر لَقِيط. وكان أَبو العاص ممن شهد بدراً مع الكفار، وأَسره عبد الله بن خبَير بن النعمان الأَنصاري، فلما بعث أَهل مكة في فداءِ أَسراهم، قدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذلك قلادة لها كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها، فافعلوا". فقالوا: نعم. وكان أبو العاص مصاحباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصافياً، وكان قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمره المشركون أن يطلقها، فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. ولما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه: "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي". وأقام أبو العاص بمكة على شركه، حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال قريش، ومعه جماعة منهم، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال، وأسروا أناساً وهرب أَبو العاص بن الربيع ثم أَتى المدينة ليلاً، فدخل على زينب فاستجار بها، فأجارته. فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح صاحت زينب: أَيها الناس، إِني قد أَجرت أَبا العاص بن الربيع. فلما سَلَم رسول الله فيَ صلى الله عليه وسلم أَقبل على الناس، وقال: هل سمعتم ما سمعت? قالوا: نعم. قال: أَمَا والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعتُه كما سمعتم? وقال: "يجير على المسلمين أدناهم". ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فقال: "أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له". قالت: إنه قد جاءَ في طلب ماله. فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك السرية، وقال: إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أَصبتم له مالاً، وهو مما أَفاءه الله عليكم، وأَنا أُحب أَن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإِن أَبيتم فأنتم أَحق به. فقالوا: بل نرده عليه. فردوا عليه ماله أَجمع، فعاد إِلى مكة وأَذى إلى الناس أَموالهم. ثم قال: أَشهد أَن لا إٍله إلا الله، وأَشهد أَن محمداً رسولُ اللّه، والله ما منعني من الإِسلام إِلا خوفاً أَن تظنوا بي أَكل أموالكم. ثم قَدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً، وحسُن إِسلامه، ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتَه زينبَ بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأَول . . وقال ابن منده: رد النبي صلى الله عليه وسلم ابنتَه على أَبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأَول. ووُلد له من زينب عَلِي بن أَبي العاص- وقد ذكرناه- وأَمامة بنت أَبي العاص، ويرد ذكرها في الكنى إن شاءَ الله تعالى. ولما أَرسَل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أَبي طالب إِلى اليمن، سار معه. وكان مع علي أَيضً لما بُويع أَبو بكر، وتوفيت زينب وهي عند أَبي العاص، وتوفي أَبو العاص سنة اثنتي عشرة. أَخرجه الثلاثة. قلت: قول ابن منده: "فاِن النبي صلى الله عليه وسلم رد زينب بعد سنتين". ليس بشيءِ? فاِن أَبا العاص أَرسلها بعد بدر، وكانت بدر في السنة الثانية، وأَسلم أَبو العاص قبيل الفتح أَول السنة الثامنة، فيكون نحو ست سنين، فقوله "سنتين"، ليس بشيء ?عامر الأشعري. ب ص أَبو عَامر الأَشعَرِي عم أَبي موسى. اسمه: عُبَيد بن سُلَيم بن حَضار. وقد تقدم عند ترجمة أَبي موسى عبد الله بن قيس. وقال ابن المديني: "اسمه عبيد بن وهب"، فلم يصنع شيئاً. وكان أَبو عامر من كبار الصحابة، قتل يوم حُنَين. حرف العين أَخبرنا عُبيد الله بن السمين بإِسناده إِلى يونس، عن ابن إِسحاق قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثار من تَوخه إِلى أَوطاس أَبا عامر الأشُعري، فأَدرك من الناس بعضَ من انهزم فناوشوه القتال، فرمي بسهم فقتل، فاخذ الراية أبو موسى الأشعري فقاتلهم، ففتح عليه فهزمهم، فزعموا أَن سَلَمة بن دُريد بن الصمة هو الذي قتل أَبا عامر رماه بسهم، فأَصاب ركبته فقتله. وقيل: إِن دُرَيداً هو الذي قتل أَبا عامر، وقتله أَبو موسى، وذلك غلط? فإن دُرَيداً إِنما حَضَر الحرب شيخاً كبيراً، ولم يباشر الحرب لكبره.
أَخبرنا يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن أَبي حبة بإِسنادهما عن مسلم: حدثنا عبد الله بن براد وأَبو كُرَيب- واللفظ لابن براد- قالا: أَخبرنا أَبو أَسامة، عن برَيد، عن أَبي بُردَة ، عن أبيه قال: لما فَرَغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من حنين. بعث أَبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي برَيدَ بن الصمة، فقُتِل دُرَيد، وهزم أَصحابه، فقال أَبو موسى: وبعثني مع أَبي عامر، قال: فرُمِي أَبو عامر في ركبته، رماه رجل منِ بني جشم بسهم فأثبتَه في ركبته. فانتهيت إِليه: فقلت: يا عم، من رماك? فأشار أن ذاك قاتلي. قال أَبو موسى: فقصدت له فاعتمدته فلحقته فلما رآني ولى عني ذاهباً، فاتبعته وجعلت أَقول له: أَلا تستحي? ! أَلست عربياً? ! فكف، فالتقيت أَنا وهو فاختلفنا أَنا وهو ضربتين فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إِلى أَبي عامر فنزعت السهم، فقال: يا ابن أَخي، انطلق إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقِره مني السلام، وقل له: يقول لك: استغفر لي. ومكث يسيراً فمات، فلما رجعت إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بخبر أَبي عامر، وقلت له: قال: استغفر لي. فرفع يديه: وقال: "اللهم، اغفر لعبيد أبي عامر". ثم قال: "اللهم، اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك". أخرجه أبو عمر،وأَبو موسى. ب أبو عامر الأشعري، أخو أبي موسى. اختلف في اسمه فقيل: هانئ بن قيس. وقيل: عبد الرحمن بن قيس. وقيل عبيد بن قيس. وقيل: عباد بن قيس. ذكر إسلامه مع إخوته. أخرجه أبو عمر. ب ع أبو عامر آخر، ليس بعم أبي موسى، قاله أبو عمر. وقال أبو نعيم: أبو عامر الأشعري، اختلف في اسمه، فقيل: عبيد بن وهب، ذكره الحضرمي. وقيل: عبد الله بن وهب. وقيل: عبد الله بن هانئ. وقيل: عبد الله بن عمار. وهو والد عامر بن أبي عامر الأشعري، له صحبة، يعد في أهل الشام. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم الحي الأزد والأشعرون، لا يفرون في القتال ولا يغلون، هم مني وأنا منهم". وقال خليفة بن خياط، في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قبائل اليمن: أبو عامر الأشعري، اسمه عبد الله بن هانئ. ويقال: عبيد بن وهب، توفي في خلافة عبد الملك بن مروان. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر. د ع أبو عامر الأنصاري. سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل النار. روى عنه فرات البهراني. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: ذكره المتأخر- يعني ابن منده- وقال: "هو أبو عامر الأنصاري"، وهو الأشعري ليس بالأنصاري. وروى بإسناد له عن سليم بن عامر الخبائري عن فرات البهراني، عن أبي عامر الأشعري: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سأل عن عظيم، كل شديد قبعثري". قال: وما القبعثري? قال: "الشديد على الصاحب". س د ع أبو عامر الثقفي. روى عنه محمد بن قيس، فقال في حديثه، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا عامر: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الخضرة الجنة، والسفينة نجاة، والمرأة خير، والحمل حزن، واللبن الفطرة، والقيد ثبات في الدين، وأكره الغل". أَخرجه ابن منده، وأَبو نُعَيم. س أَبُو عَامِرِ، والد حنظلة غَسِيل الملائكة. أَخبرنا أَبو موسى كتابة، أَخبرنا أَبو عبد الله محمد بن عمر بن هارون الفقير الضرير، عن كتاب أَبي بكر أَحمد بن علي بن ثابت، أَخبرنا البرقَانِي- هو أَبو بكر أَحمد بن محمد بن غالب- أَخبرنا علي- هو ابن عُمر الدار قطني، حدثنا أَحمد بن محمد بن سعيد، أَخبرنا عبيد بن حمدون الرؤاسي، أَخبرنا ابن ظريف بن ناصح، حدثني أَبي عن عبد الرحمن بن ناصح الجُعفِي، عن الأَجلح، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: بعثت الأَوس أَبا قيس بن الأَسلت وأَبا عامر أَبا غَسيل الملائكة، وبعثت الخزرج معاذ بن عفراءَ وأَسعد بن زُرَارة، فدخلوا المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فكانوا أول من لَقِيَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم- قال الشعبي: وقال جابر بن عبد الله : شهد بي خالي بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أصغر القوم. قال الدار قطني: تفرد به ابن ناصح، عن الأَجلح. وظَرِيف: بالظاء المعجمة. أَخرجه أَبو مرسى. قلت: لا أَدري كيف ذكر أَبو موسى أَبا عامر هذا في الصحابة، فاِن كان ظنه مسلماً حيث رأَى في هذا الحديث الذي ذكره قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، فليس فيه ذكر إِسلامه، وقول جابر: "شهد بي خالي بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فهو لم يذكر أَن أَبا عامر بايع في هذه المرة، وكفر أَبي عامر ظاهر، وفارق المدينة إِلى مكة مباعداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحَضَر مع المشركين وقعة أُحد، ومات مشركاً، وأَمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أَن يسمي الفاسق. والله أَعلم.
|